العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

أقوال علماء السنة والجماعة في يزيد )

  

عدد الروايات : ( 10 )

 

السفاريني - غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

 مطلب في حرمة اللعن لمعين وما ورد فيه

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 122 )

 

[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

 

- .... وقال في موضع آخر : قيل لأحمد بن حنبل (ر) : أيؤخذ الحديث عن يزيد ، فقال : لا ولا كرامة ، أو ليس هو فعل بأهل المدينة ما فعل ، وقيل له : إن قوما يقولون إنا نحب يزيد ، فقال : وهل يحب يزيد من يؤمن بالله واليوم الآخر ، فقيل له : أولا تلعنه ، فقال : ما رأيت أباك يلعن أحدا ، وفي رواية متى رأيت أباك لعانا.

 

- .... وقال الامام الحافظ ابن الجوزي في لعنة يزيد : أجازها العلماء الورعون ، منهم الامام أحمد بن حنبل (ر) ، وأنكر ذلك عليه الشيخ عبد المغيث الحربي وأكثر أصحابنا ، ذكره في الآداب الكبرى ، قال : لكن منهم من بني الأمر على أنه لم يثبت فسقه ، وكلام عبد المغيث يقتضي ذلك ، وفيه نوع انتصار ضعيف ، ومنهم من بني الأمر على أنه لا يلعن الفاسق المعين ، وشنع الامام الحافظ ابن الجوزي على من أنكر استجازة ذم المذموم ولعن الملعون كيزيد.

 

- .... قال : وقد ذكر الامام أحمد في حق يزيد ما يزيد على اللعنة ، وذكر ما ذكره القاضي في المعتمد من رواية صالح : ومالي لا ألعن من لعنه الله عز وجل في كتابه ، إن صحت الرواية ، قال : وصنف القاضي أبو الحسين كتابا في بيان من يستحق اللعن وذكر فيهم يزيد ، قال : وقد جاء في الحديث لعن من فعل ما لا يقارب معشار عشر ما فعل يزيد ، وذكر الفعل العام كالوامصة وأمثاله ، وذكر رواية أبي طالب سألت أحمد بن حنبل عمن ، قال : لعن الله يزيد بن معاوية ، فقال : لا أتكلم في هذا ، الامساك أحب إلي.

 

- .... وفي الآداب الكبرى لابن مفلح ذكر القاضي ما نقله من خط أبي حفص العكبري أسنده إلى صالح بن أحمد ، قلت لأبي : إن قوما ينسبونا إلى توالي يزيد ، فقال : يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ، فقلت : ولم لا تلعنه ، فقال : ومتى رأيتني ألعن شيئا لم لا تلعن من لعنه الله عز وجل في كتابه ، فقلت : وأين لعن الله يزيد في كتابه ، فقرأ : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ @ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ( محمد : 22 - 23 ) } فهل يكون في قطع الرحم أعظم من القتل.

 

- .... قال القاضي : وهذه الرواية إن صحت فهي صريحة في معنى علة لعن يزيد ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ر) : الدلالة مبنية على استلزام المطلق للمعين.

 

- .... قلت : أكثر المتأخرين من الحفاظ والمتكلمين يجيزون لعنة يزيد اللعين ، كيف لا وهو الذي فعل المعضلات ، وهتك ستر المخدرات ، وانتهك حرمة أهل البيت ، وآذى سبط النبي (ص) وهو حي وميت ، مع مجاهرته بشرب الخمور والفسق والفجور ، ذكروا في ترجمته أنه كان مجاهرا بالشراب متهتكا فيه.

 

- .... وله في وصفه بدائع وغرائب ونهاه والده فلم ينته ، فغضب عليه ، فأنشد يزيد يخاطبه ، ونسبها الأصمعي إلى غيره :

 

أمن شربة من ماء كرم شربتها   *   غضبت علي الآن طاب لي السكر

سأشرب فاغضب لا رضيت   *   كلاهما حبيب إلى قلبي عقوقك والخمر

 

وهو القائل من قصيدة :

 

وشمسة كرم برجها قعر دنها   *  فمطلعها الساقي ومغربها فمي

مدام كتبر في اناء كفضة   *  وساق كبدر مع ندامى كأنجم

إذا نزلت من دنها في زجاجة   *  حكت نفرا بين الحطيم وزمزم

نشير اليها بالبنان كأنما   *  نشير إلى البيت العتيق المحرم

 

إلى أن يقول :

 

فإن حرمت يوما على دين أحمد  *  فخذها على دين المسيح بن مريم

 

- .... وله من أمثال هذه الضلالات كثير جدا : وفي المجلد السادس عشر من الوافي بالوفيات أن الكيا الهراس سئل عن لعن يزيد ، فقال : فيه لأحمد قولان تلويح وتصريح ، ولمالك قولان تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد التصريح دون التلويح ، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالرند ، والمتصيد بالفهد ومدمن الخمر ، وذكر من شعره أشياء ثم ذكر أنه سبى أهل البيت لما ورد من العراق على يزيد خرج فلقي الأطفال والنساء من ذرية علي والحسين والرؤوس على أسنة الرماح ، وقد أشرفوا على ثنية العقاب ، فلما رآهم الخبيث أنشأ يقول :

 

لما بدت تلك الحمول وأشرفت   *  تلك الرؤوس على شفا جيرون

نعب الغراب ، فقلت قل أو لا تقل   *  فقد اقتضيت من الرسول ديوني

 

يعني بذلك أنه قتل بمن قتله رسول الله (ص) يوم بدر عتبة جده أبو أمه وخاله وغيرهما.

 

- .... قلت : أنا لا أشك أن قائل هذا الكلام خارج من ربقة الإسلام ، والله ورسوله بريئان منه ، ثم إن الخبيث لما أتي برأس سيدنا الحسين (ر) تناوله بقضيب فكشف عن ثناياه وهي أبيض من البرد ، فقال عليه غضب المتعال :

 

نفلق هاما من رجال أعزة   *  علينا وهم كانوا أعق وأظلما

 

- .... وقال أيضا : لما فعل بأهل المدينة ما فعل وجاءه رسوله بالأخبار التي لا تفعلها الا الكفار ، فتمثل بقول ابن الزبعري :

 

ليت أشياخي ببدر علموا  * جزع الخزرج من وقع الأسل