( ماري ستاينهوف )

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولدها ونشأتها : ولدت السيدة ماري ستاينهوف بمدينة باي سيتي عام (1960م) في ولاية ميتشغن الاميركية ، نشأت في أوساط عائلة كاثوليكية ملتزمة ، حيث تقول : لم أكن أمر من امام كنيسة الا وأقوم باشارة الصليب ، وعند ما كنت أرى غروب الشمس ، واحمرار السماء ، كنت أعلم بأنه صنع الله .. )  وهكذا كانت كثيرة التردد على الكنيسة ، لأنها تعتقد حسب ما تقول : بأهمية الله في حياة هؤلاء الناس.

 

لماذا : تروي السيدة ماري ستاينهوف لنا هذا الحادث في سن العاشرة فتقول : ذهبت للاعتراف في كنيسة القديسة ماري الكاثوليكية ، وتساء لت لماذا علي : أن أخبر الراهب عن خطاياي ،  وتضيف : .. كثرت شكوكي حول الكاثوليكية ، عندما قيل لي إنه علي : أن أقبل خاتم الراهب في كنيستنا ، ليتم تثبيتي كعضو كامل في الكنيسة ، ولهذا السبب تركت الكنيسة الكاثوليكية وتحولت إلى المسيحية الإنجيلية ، وأمضت ، ثمان سنوات تدرس في أوقات الفراغ الإنجيل في مجموعات مع مسيحيين مولودين جدد ( وهذا تعبير يستعمل مع الذين تنصروا حديثا ) ، وكانت سلسلة الأسئلة مستمرة ، ولكن بدون أجوبة ، ولذا تقول : لم أتمكن من قبول المفهوم المسيحي حول الثالوث ، والذي ، يقول : بأن الرب متجسد في الآب ، والابن ، والروح القدس.

 

الوضوء.. الصلاة .. عاشوراء : كانت السيدة ماري ستاينهوف تشاهد المسلمين المتواجدين في أميركا وهم يمارسون شعائرهم الدينية ، تقول : لقد شاهدت أشخاصا يتوضأون للصلاة ، يصومون ، يحتفلون بعودة الحجاج من مكة ، وخلال عاشوراء يتجمع الكثير من المسلمين في الجامع المحلي ، ومرة سألت شابا مسلما عن عاشوراء ، فشرح لي الحوادث التي حصلت ، تأثرت جدا بالحادثة ، وهكذا بدأت تتعرف على مجتمع جديد من خلال تعرفها على بعض المسلمين ، حيث تقول : ولأول مرة علمت لماذا تلبس النساء الحجاب ، فلقد ، قالت لي فتاة مسلمة : إني ألبسه ، وإذا كان الله راضيا عني فلا يهمني ماذا يفكر الناس ، وتضيف : بدأت أسمع كلمات مثل إن شاء الله ، الحمد لله ، سبحان الله .. إن روحي كانت تبكي اعترافا منها بالحقيقة ، ولكن قلبي وعقلي كانا ملتزمين بطريقة العبادة التي تعودت عليها ، وهذه الكلمات تؤكد أن الانسان لا ينفك عن ذكرالله بحال من الأحوال ، بينما لا تجد مثل هذا التأكيد في المسيحية.

 

بداية الطريق : حاولت السيدة ماري استحصال اجابات مقنعة لاسئلتها ، لكن بدون جدوى ، وفي احدى الأيام زارهم ضيف مسلم ، وعرف من خلال ماتثيره من أسئلة إنها حائرة .. وبعد مضى أربعة أشهر التقاها مرة أخرى وقال لها : إنك تحاولين جادة عمل ما هو صحيح ، ولكنك ضائعة جدا ، فأجابته : اذا كنت تعتقد إنك تملك الحقيقة ، فإني مستعدة لأدرس القرآن معك ، وهكذا مضت فترة ثلاثة إلى أربعة أشهر ، كانت تدرس خلالها القرآن الكريم ، وفي المقابل تدرسه الإنجيل ، حيث تقول : ظنا مني أني أستطيع أن أهدي قلبه إلى المسيحية ، وتمضي الأيام وتتعرف أكثر على حقيقة الإسلام الساطعة ، لكنها ما زالت متأثرة بالترسبات العالقة في ذهنها ( أن المسيح ابن الله ، المسيح فادي ... ).

 

نقطة التحول : تذكر السيدة ماري ستاينهوف نقطة الأنعطاف التي حولتها باتجاه الإسلام ، وكانت ناشيءة من السؤال التالي : إذا كان المسيح ابن الله ، فلماذا لا تكون مريم زوجة الله، وقد غلبها منطق السؤال لدرجة أنها وصلت إلى أن الكذب على الذات غير ممكن ، وإلى متى يبقى الانسان يخدع نفسه تقول : أمضيت ثلاث ليال بدون نوم ، وبينما كنت أجلس في الخارج تحت النجوم وباتجاه الكعبة ، سلمت نفسي لله ، وحاولت بكل جهدي قراءة الشهادتين في ورقة كنت كتبت عليها الكلمات بالانكليزية كما أسمعها بالعربية ، لا أدري كم بقيت في الخارج على ركبتي ، ولكن كان وقتا خاصا جدا بالنسبة لي ، وهكذا خرجت من دوامة الأفكار والتيه إلى الهداية ، ومن الظلام إلى النور ، لتشق طريقها في حياة واضحة المعالم.

 

الإسلام كما أراه : ترى السيدة ماري ستاينهوف إن الإسلام يشارك المسيحية في العديد من القيم الاخلاقية ، الا أن الأجزاء الضائعة من النصرانية وجدتها في الإسلام ، تقول : لقد اكتشفت ديانة تشجعني على التفكير في المشاكل الاجتماعية .. ولأجل أن تكون مسلما عليك أن تدرك أن كل شيء يعيدك الى الله ... لقد وضعت على باب البراد في منزلي عبارة لأحد العلماء العظام حيث يقول : تعلم الإسلام ، أعمل بجد ، كن متواضعا وساعد الآخرين ، لقد أثرت رؤيتها وحُسن إسلامها بزوجها المسلم أصلا ، فأصبح أكثر التزاما ، حيث يقول : أحيانا أشعر أن زوجتي تعرف أكثر مني من الإسلام ، وأشعر بالخجل.